قصيدة المجانين

هذه القصيدة قد وقعت يدى عليها فى منتصف التسعينات بمجلة الشباب وفى احد اعداده انذاك وقد اعجبت بها كثيرا وبحثت عنها كثيرا عبر النت لاجدها بعد ان تاهت المجلة وضاعت فكان ذلك مستحيل الى ان شاء الله فوجدتها فى هذه الايام باحد المنتديات وتدور القصيدة حول ان جنون الحب للرجال فقط ولم يذكر التاريخ ان واحدة من النساء قد اصابها هذا الجنون على مر التاريخ وهى للشاعر الليبى خليفة التليسى

وكان بدء حديث حول ما زعمت

من ان جدتها الكبرى قتلناها

نحن الرجال قتلنا كل نازعة
إلي التحرر فيها أو وأدناها

قالت لجدتها ثار ستأ خده
من الرجال وأنى ضمن قتلاها

فقمت استسمح العينين معذرة
مصححا بعض ما خطته يمناها

واسترجع الفكر من ماضيه كوكبة
من الحسان تهادت بين اسراها

نعم وعز وعفراء وعائشة
ودلال والثريا ثم ليلاها

تيمن قيسا وعلمن الهوى عمرا
وابن الوليد تباهى بين صرعاها

لكل واحدة مجد وملحمة
لكل واحدة ذكرى صنعناها

كل المجانين قد قالوا وقد وصفوا
من راق من حسنها أو من سجاياها

وما جننا لطيش لا ولا خبل
لكن هو الحب قد أملته عيناها

ديواننا كله فى وصف غانية
أو وصف معركة للحب خضناها

وكم وقفنا على رسم نسائله
عن الديار التى اوت مطاياها

نسير شرقا اذا سارت مشرقة
ونقصد الغرب مهوى القلب مأواها

وكم منحنا جدار الدار من قبل
كرمى لساكنة فى الدار نهواها

وكم سهرنا الليالى وهى نائمة
نسائل النجم عن احوال دنياها

هل حيها جاده غيث وهل نعمت
عند الربيع باحوال رجوناها

نحمل الريح اشواقا فتحملها
عنا الرياح واخرى قد كتبناها

وكم قتلنا بلا ثار ولا دية
لكلمة فى معانى الحب قلناها

كم اهدروا دمنا فى كل بادية
من اجل فاتنة بالشعر زناها

وكم مشينا بلا نعل ولا جمل
وكم ركبنا من الاهوال اعتاها

وكم خرجنا مع الاصباح نرسلها
شعواء كى نجتنى غصبا هداياها

وما حويناه من مجد ومن نسب
كى ترفع الرأس زهوا عند لقياها

وخير ايامنا فى العمر يوم وغى
ويوم حب تقضى قرب مرعاها

فنلبس الدرع يوم الحرب ضارية
ويسقط الدرع عنا حين نلقاها

وقد نرد سيوف الهند مصلتة
ونرفض الضيم يغشانا ويغشاها

ولا نرد وان جارت بواعثها
مشيئة سنها حب وأمضاها

فرسان كنا وما زالت شمائلنا
تنمى إلي قمة الامجاد مرقاها

وما الاصالة فى اعراف شرعتنا
الا الحرائر عرق النبل رباها

وهل تعاب علينا غيرة بدرت
تصون من عثرات العار مخباها

فذاك من حبنا لا من تعسفنا
وقد تصون وحوش الغاب أنثاها

وموطن الحب عذريا مضاربنا
لكم تغنت به جهرا صباياها

فى كل واد وكثبان ورابية
لهن ذكرى وانصاب اقمناها

اذا ذكرت لنا التوباد ذكرنا
مجنون ليلى وشعرا كان اصباها

وان ذكرت لنا الريان خالجنا
شوق لمن كان بالريان مرباها

وان تهامة مرت بخواطرنا
ذكرنا نجدا واياما لهوناها

لولا هوانا لما قامت لواحدة
منهن ذكرى وماتت عند منعاها

(( ولادة)) خلدتها من روائعنا
قصيدة تحفظ الاجيال مغزاها

((وعبل)) بالشموخ ظل يسكنها
زهوا بما (( عنتر العبسى)) غناها

((وهند)) ما انجزت وعدا لشاعرها
لكنه بجميل الوصف اغناها

((ونعم)) فى ليلة الدوران فاتنة
مجنها فى لقاء الحب اختاها

((ودلال)) من جنة الفردوس مقدمها
وعندها شهوات الروح رمنهاها

((وجنان)) حجت فسرنا فى ركائبها
نروم فى جنبات البيت قرباها

وغيرهن كثير قد تداولها
سمع الزمان حكايا ما نسيناها

فاعجبت لمشمولة بالحب سيدة
على القلوب وتنسى ما وهبناها

لو حين ثارت بنا الاحلام ثورتها
تجاوبت لتهاوى سور مخباها

لكنها رقدت فى الظل وادعة
وفضلت خاطبا من قرباها

كل المجانين منا ، أين واحدة
منكن نرفع فى الاكوان ذكراها